الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
الحمد لله الذي وعد بإتمام نوره وإظهار دينه بوليه المذخور للدين
· يجب أن لا يدّعي أي شخص ولا تدّعي أي جهة دينية أن المنهج لديهم كامل ولا يحتاج الى التجديد ولا يحتاج الى الإصلاح ولا يحتاج الى الهدي الإلهي كي يُخلصه من الشوائب ..
· فالمنهج الإلهي لا يكتمل إلا على يد المنقذ (ع) الذي ذخره الله لكي يصحح المنهج الديني ويكمله ويشرح الأطروحة الإلهية ويأتي بالتأويل الحق لدين الأنبياء والأولياء بعد أن تخبط الناس في التأويلات الخاطئة أو المتدنية أو الباطلة أو الدنيوية لدين الله سبحانه ..
· لذلك فعلى كل مؤمن أن يحمل عقيدتين ، العقيدة الأولى هي أن منهجه الديني إما قاصر أو فيه شوائب وأخطاء أو يعمل بمراتب فكرية أدنى من المطلوب إتجاه الله سبحانه ويحتاج الى التكامل والتسديد والإصلاح والتصحيح والتوفيق الإلهي ، والعقيدة الثانية هي أننا نعرف أن المنهج الديني الكامل والصحيح والنقي والطاهر هو فقط منهج الإمام المذخور لإصلاح الدين وإنقاذ البشرية ..
· هاتين العقيدتين ستجعلنا في حالة من التواضع بإتجاهين ، التواضع أمام أي تسديد إلهي وإصلاح إلهي وتجديد إلهي وتصحيح إلهي نناله الآن ، والتواضع أمام الإصلاح الإلهي الكبير الذي نطلبه ونتلهف إليه ونشتاق إليه ونحتاج إليه والذي سيأتي مع المنقذ (ع) ..
· فإذا فهمنا أن المنهج الديني قبل الإمام (ع) ليس كاملاً بل ساعياً الى التكامل عند المخلصين والمُوفَقين فقط ، وهو عند الآخرين متوقف عن التكامل أو سائر بإتجاه الدنيا والأخطاء والتعصب والظلم والتبعية للأفكار المادية ، نفهم بذلك ضرورة مجيء المنقذ للجميع بدون إستثناء ..
· وكي نملك الشجاعة لنقبل التغيير ولنقبل التكامل ولنقبل التجديد ولنقبل الإصلاح الكبير والمفاجئ الذي سيأتي به المنقذ (ع) علينا أن ندرك من الآن الحاجة الكبيرة لمنهج المنقذ (ع) سواء بالنسبة للموفقين حيث هم بحاجة شديدة الى المنهج الأنقى والأكمل ، وبالنسبة للآخرين بالتأكيد لأنهم في مناهج دينية متوقفة عن التكامل ومليئة بالأخطاء والشوائب والماديات والدنيويات ..
· ويجب أن نفهم أن كل قضايا التجديد الفكري الديني أو الإصلاح التي تثار اليوم هي في أغلبها قضايا وهمية ومفتعلة ودنيوية وناتجة عن رد فعل إتجاه التخلف الديني الموجود في الساحة ، أو هي مسارات بإتجاه والتعصب والتشدد والجمود الديني الذي يسود كل المذاهب والفئات في كل العالم ، بمعنى أن قضايا الإصلاح الحقيقية ليست هذه التي تُطرح في الساحة الآن وتُناقش في الإذاعات والكتب والمؤلفات ..
· فالإصلاح الحقيقي ومساراته لا يعرفها كل أولئك الذين يَدَّعون أنهم أصحاب الفكر التجديدي بإتجاه الحداثة أو الأصالة ، وبإتجاه مواكبة العصر ، أو بإتجاه العودة الى الأصول الماضية ، فكلهم تائهين عن مسار الإصلاح الحقيقي ولن يقدر على الإصلاح إلا المصلح الإلهي المذخور (ع) .