من وصايــا النبــي يحيــى بــن زكـــريّا عــليــهـمــا الــسلام
{ويــل لــلـفارغ
الــذي يـقـف عــاريـــا" أمـــام بـيـت الــحسـاب }
تـوقــفـت طــويـلا"
أمــام هــذه العــبارة تــأمـلـت مـــعـانـيـهـا ، حـاولـت
إستيـضاح مغــاليـق فـكـرتهــا ، أردت أن أربط
بــينها وبـين ما نـحـن
فـيه الآن مــن فــراغ وضـيـاع ؛ لـيس الـفـراغ فــراغ الجــيـوب ، لــيس
الفــراغ فــراغ الـعـقـول،ليــس
لــيس الـفـراغ ،فـراغ الحـياة
،ولــيس هـو الضــياع الـضيـاع الـمـكانـي أو الـزمـاني ، إنـه الضــياع
الـمطـلـق والفـراغ المطلق.
إننا نحاول أن نـتـشـبـث بأهــداب
الحـياة وبـأوهـى خـيـوط الحـياة حـتـى لـيخال إلـيـنا إنـنـا
يـمـكن أن نـنسـج أشــعــة الشـمــس لتكون لنــا سبــيلا" للـوصـول
الـى أهــدافـــنـا ومــا نصبــو إلــــيه ونـطمـع فـيـما هــو بيــد
الآخــرين غـيـر مكـترثيـن ولا آبهين فـيــما إذا كـان لــنا حـق فــيــه
أم لا ! وبأكـيــد القــول لا يـحـق لــنـا ؛ فـمـا لـديـهـم قــد حـصـلـوا
عــليـه بــكـدهــم وكــدحـهـم .
وكـيـف يـكـون الإنــسـان فـارغـا"
خـاويـا" عـاريـا" أمــام حـقـيقــة ٍمــرة ٍ لا يـمــكـن أن تـحمـّل
فـكـرتـهـا ، أو حـتى أن نـتحمّـل
عــنــوان هــذه
الــفــكــر ؟
ألا يــوجــد مــا يــسـتر بــه الإنــسـان نـفـسـه أمــام مــرآة حـيـاتـه
؟ ألا يـنظـر هــذا الإنــسـان ويــسأل نـفـســه ؛مـاذا قـدمّـت لآخـرتـي
فـي هــذا الـعـالـم الــفـانـي ؟ ألا يعــتقــد هـــذا أن هـناك
آخــرة أم إنــها حـياة سـرمدية لا نهايــة لــهـا ! لا شك فـي أن
أيٍ مـنّـا يـدرك إنّ هــذه الـحـيــاة إنـمـا هـي المــرحـلة الاولـى
،بـل هـي الـخـطوة الأولـى لـلأخـرى الـحـتـميّة التي لا مفـرمنها.
عــليـنـا أن نـمـلأ عـقـولـنا ، أن نـملأ أيـديـنا ، أن نـمـلأ
قــلـوبنــا ؛ وقــد يـتسـاءل الـبـعـض بـأي شــيء نـمـلأ عـقـولـنا
وأيـديـنـا وقــلـوبنــا ؟أحـقــا" لا تعــــرفــون ! إنــهــا
وحــق الله الــطامـّة الـكـبرى حـين لا نعـرف إنّ الإيــمان بأن الله
ســبـحـانه وتـعالى خـالق الخـلق وفــاطر الأرض مـوجـود وإنــه يـراقـب
أعــمـالـنـا الـتـي نـكـسـو بـهـا عـريــنـا ، أعـمـالـنا الـخـيّـرة
الـتـي تـرفــع عـن كـواهــلـنـا ثـقــل مـا يـمـكـن أن يـواجـهـنا إن
وقـفـنـا أمــام الـدّيــان الأكــبر وســألنـا : مــاذا قــدّمـت
لآخــرتـك ،وأخّـرت مـن دنـــيـاك ؟ ســاعـدت مـحـتاجـــا" ؟ أ
بــررت بـوالـديـك ؟ أ كــسوت عــاريــا" ؟أ أطـعـمـت
مـسـكـينـا" ؟ هــل أحبـبـت أخــاك ؟ وآلاف مــن هــذا الــقـبيل ؛{{
أ ، أ ، هــل ، مـاذا ، كـيـف ،مـتى ، أيـن}}وشــتّان ما بـين
سـنقـول الآن وبـعـد لحـظة.
أســئـلة سـيـقـف مـعـظـمنـا ؛بـل مطـلــقـنا
مــتـذبـذبـــــا" قـي أقـوالـه حــأئرا" فـي وقــفـتــه ، شـــاكــا" فــي
خـلاصـه مــمـا هــو فــيه ، طــالــبــا" الـمــوت ألــف مــرة
ٍلـيـجــد الــراحـــــة الــنهــائيــة ولــن يـطـالــهــا.
مــاذا قــدّــنـا لآخـرتــنـا ؟ مــاذا قــدّمــنـا
للآخـريـن ؟ مــاذا أعـطـيـنـا لـلـمـحـتـاجـين ؛ أ
سـاعـدنـاهـم بـالـمـال; ، أ كسـوناهـم ؟ أ سـألنا
أخــانـا،; قــبـل أن يـسأل و عـرضــنـا عـلــيه المــسـاعـدة
قـبل أن يطلـــبهـا ؟ وهــل نـحـن صـادقـون; فـيـمـا نـعـرض
؟; أم هــو مــجــرد كــلام ٍ صــادرٍ عــن لــسـان ٍ ؛
وكــلـنـا; يـعـرف إن الـلـســان يـتـلـوّى وكــأنه أفـعـى تــزدرد
كــلّ شــيءٍ; .
عــلــيـنا أن نـقـدّم الــعـون لــمـن نـعـرف
إنــه يـحـتاجــه ويـخـجـل مـن أن يـعـرض ضــعـفـه هــذا أمـــامنا ؛
كــيـلا يسـقـط أمـام عــيـن نفــسـه ؛ فـالكـبـرياء مـوجـود حـتى عــنـد
أفـقـر الفــقــراء .عــلـيــنا; أن نــزكّــي أنـفـسـنـا مـمـا عـلـق
بـها مـن مـظـاهـر حــب الــمـال و الــشــهـوة الـمسـتمـرة لجـنيـه
وتكـديـسه دون أن نـعـي إنـنا نجــمـعـه لـمـجـرد أن يـقـال إن فـلان غـني
لكن وبنـفـس; الوقــت نـــذم; لأنـنا لـم نـهب بـعـض مـمــا
لـديـنا لـيهــبــنـا مالــك المـــلـك بـعـض الطـمـأنـينـة وبــعـض مـمـا
عـنـده; مـــن رحــمـة ٍ لا تـنـفـد . قــد يـقــول الـبـعـض منــكم
لــي : هذا
كلام من ليس لديه ما يهـبه أو يعـطيه و يطلب منا أن نهب ونبذل
العطـاء ونـقـصّر على أنـفـسنا وأهـلنـا;.لـكــن ...دعــونـي
أســألـكـم كــم مـنـكـم مـن أنـصـف أمـــه وكــــرّم أبــاه ، وســاعـد
أخــاه وســتره ، مـثلـمـا أنــصـف زوجـتــه وابـنه وابنــته وســاعـد
أخــا زوجـــته وأم زوجـتـه؛ مــرضاة لـهـا وتـقـربــا" مــنــهـا;
.; أنــــا مـتأكــد الآن إن ضـحـكـة قــد عـلـت وجــوهـكم وهـزة
اسـتخـفـاف; أو اســتــسـان أمــالـت رؤوسكم; أو مـطّـة;
شــفـاه ارتـسمت ومـلأت وجـه كــل واحـــد مـنـكـم ؛ أ صحـيـح هـذا ؟
بالطبع ! ؛ فـنحـن بشـر لا نفـّـر بالشكـل الصحيح
لأن شيطان ذواتـنا
يمنعنا ، فالطبيعة الحيوانية مازالت راسخة فــي أعـماق ذواتـنـا ولم نـحاول
أو نجـاهــد للـتخـلـص مـن قـوقـعـةٍ ما زالت جـاثـمـة فـوق ظهــورنا
اسمـهـا { الـمظـاهـر; .عـلينا أن نملأ قـلوبنا
بالحب ليس حب الزوجة والأولاد ولا حب الزوج لعائلته الصغيرة ،إنه الحب بلا
أنانية إنه توسيع ل{الانا العليا } .سمعــت من أبي { رواهـناويله}{سام بر
ياسمن } : أن بني آدم لم يحبّوا آباءهم وهـم دائمو العصيان لأوامرهم ؛لأنهم
جاءوا في زمن مختلف عـن هـذا الزمن وهـم متخلّفـون عـنهـم في العقليّة
والتفكير أ ن السبب كما كان يقول أبي { أن آدم خلق من طين ولم يكن له أب
ليشعر الابن اللاحق بشعور الاب السابق ،الا
ان يتزوج ويكون له أولاد
عندها; فقط يدرك الابن السابق والاب اللاحق شعورا" كان قـد غـطّاه
الله لسبب لن نـدرك جوهــره ;
ولهـذا نرى الآباء يخافون أن تنزل بأبنائهـم نازلة، يخــشون عـليهـم من
إصابتهم; بالرشح والزكام ولا يخافـون ان يقـتل آباءهــــم المرض
العضال ؛ ويقولون لكل أجلٍ كتاب أ ويريد أن يأخـذ زمنه وزمن غيره !
أعــوذ
بالله من......البشر; .
من النص الرابع والستين {دراشة يهيا} عليه السلام